سيد عبدالوهاب السيد يوسف الحنيان
عبدالوهاب بن السيد يوسف الحنيان
ذلك العالم والمثقف والأديب من مواليد الكويت سنة 1859 ميلادية في الحي القبلي. حيث يتحدر من أشراف الحجاز الطباطبة، والمنتسبين إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما، عاش طفولته وصباه في الكويت، وتلقى العلم الشرعي على يد والده السيد يوسف الذي وجهه إلى حفظ القرآن الكريم
والفقه والتجويد والنحو والحساب ومسك الدفاتر وعلم الفرائض. وفي عام 1876م، غادر سيد عبدالوهاب إلى الإحساء لطلب العلم، ومن ثم سافر إلى الحجاز، ومكث فيها سنوات عدة، ثم رحل إلى الهند عام 1882م، وعمل كاتباً لدى أسرة الإبراهيم بالإضافة إلى تدريس الطلبة العرب اللغة
العربية والعلم الشرعي. وفي عام 1890م، عاد السيد عبدالوهاب إلى الكويت وافتتح مدرسة أهلية في بخار (والبخار عبارة عن مخزن كبير تحفظ فيه التمور) تابع لمسجد العدساني، وفي عام 1894م بنى سيد عبدالوهاب مدرسة جديدة في الجزء الشمالي من بيته فزاد عدد الطلبة والدارسين،
وفي عام 1914 بدأت الحرب العالمية وخيم الركود الاقتصادي على البلد، فرحل السيد عبدالوهاب إلى البحرين، حيث افتتح مدرسة أهلية في المحرق لتعليم العلوم الشرعية واللغة العربية والخط وما إلى ذلك، وهي من أوائل المدارس الأهلية في البحرين. وفي سنة 1919 ميلادية، تأسست
مدرسة الهداية الخليفية في البحرين، وهي أول مدرسة نظامية هناك، فدعي السيد عبدالوهاب ونجله السيد هاشم إلى التدريس فيها من قبل وزير المعارف، آن ذاك، الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة. ولم يبق سيد عبدالوهاب فيها طويلاً حيث عاد إلى الكويت مرة أخرى، وتولى التدريس في
مدرسته الأهلية حتى عام 1927، حيث توفي إلى رحمة الله تعالى خلال فترة الاستراحة في المدرسة.
ومن طلبة السيد عبدالوهاب في الكويت: الشيخ عبدالله السالم الصباح، والشيخ فهد السالم
الصباح، والشيخ عبدالله الجابر الصباح، والشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وأحمد عبدالعزيز الصانع، ويوسف ومحمد الزبن، ومبارك المباركي، وعيد النصار، وعبد الرحمن البحر، وخالد فارس الوقيان، وخليفة الغانم، وإبراهيم السمكة، وعبداللطيف الثنيان، وغيرهم الكثير.
أما طلبته في البحرين، فمنهم: الشيخ راشد بن محمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ علي بن عيسى آل خليفة، والشيخ راشد بن عبدالله بن عيسى آل خليفة، ومحمد يوسف فخرو، وأحمد بن صقر الجلاهمة، وأحمد
بن علي العمران (وزير التربية السابق)، وغيرهم من أبناء رؤساء القبائل والتجار بالمحرق والحد. وقد تميز طلبة السيد عبد الوهاب بجمال الخط، فقد زرع فيهم حب المنافسة من خلال عرض خطوطهم على التجار القريبة محلاتهم من المدرسة ليحددوا الفائز منهم بجمال الخط، فينال العلامة
الممتازة في المدرسة.
كان السيد عبد الوهاب، بالإضافة إلى ذلك، ماهراً في تقسيم المواريث «علم الفرائض» طبقاً للشريعة، وقد اشتهر بذلك في الكويت وخارجها، حيث كان
الكثير يقصده ويمكث في الكويت لعدة أيام لتقسيم المواريث، كما كان السيد عبد الوهاب صاحب صوت جميل تولى إمامة مسجد السرحان في الحي القبلي، وكان إذا قرأ القرآن وقف المارة لسماع ترتيله.